قصة زواج بين الأمل والتحديات
تزوجت بعد قصة حب دامت لسنوات، كانت الخطوبة بيننا مليئة بالأمل والتفاهم، استمرت لمدة سنتين ونصف. خلال تلك الفترة، كنا منسجمين ومتوافقين في معظم الأمور، حتى أنه حين كانت تنشأ الخلافات الصغيرة بيننا، كنت أشعر بأن هذا أمر طبيعي يحدث بين أي اثنين يحبون بعضهم.
لكن، كان هناك أمر واحد يزعجني بشكل دائم. عندما كنت أزعل منه، لم يكن يسعى لمصالحة، لم يكن يبادر بأي محاولة لجبر خاطري. كنت أشعر حينها بأنني لا أحتل مكانة خاصة في قلبه، وأن المشكلة بالنسبة له لا تفرق بين يوم ويومين. كنت أعلم بأنني عاطفية بشكل كبير، ولكن في نفس الوقت كنت أحب الفرح ولا أطيق الخصام أو الخلافات.
تزوجنا بعد فترة الخطوبة وعشنا معًا أجمل الأيام لمدة ستة أشهر. كان هو الابن الوحيد لعائلته المكونة من سبع بنات وأم، ورغم ذلك كانوا لطفاء معي. ولكن، مع مرور الوقت، بدأت التدخلات في حياتنا الزوجية تزداد، وبدأت الخلافات تظهر بيننا.
لم يكن يسعى للصلح، بل كان يترك الأمور تتفاقم حتى تصبح الخلافات أكبر. وأنا، رغم محاولاتي المتكررة للحفاظ على علاقتنا، بدأت أفقد أعصابي. كنت أحاول التكيف مع طبيعته التي لا تعترف بالخطأ، وأقنع نفسي بأن هذا هو عيبه الوحيد وعلي أن أتحمله.
بدأت المشاكل مع أهله تظهر بشكل أوضح. كانوا يبحثون عن أي سبب لإثارة الخلاف بيننا، وكان هو دائمًا يقف في صفهم. كنت أسمع منهم كلمات جارحة، وأبكي بصمت دون أن أخبره بما يحدث. في بعض الأحيان كان يتغير فجأة، يصبح لطيفًا وعطوفًا معي، ولكن في أحيان أخرى كان يبدو وكأنه لا يطيقني.
كان لأمه تأثير كبير على حياتنا، حتى أنها كانت تتدخل في مواعيد خروجنا وعودتنا. وكان هو يصدق كلامها دون أن يسعى للتأكد من الحقيقة. وفي بعض الأحيان كان يتهمني بأشياء لم تحدث، مثلما حدث عندما ادعى أنه سمع صوتي وأنا أتخانق مع أمه، رغم أنني لم أرفع صوتي أبدًا.
مع مرور الوقت، بدأت أشعر بأنني لم أعد قادرة على تحمل هذه الحياة. لم يكن لدينا أطفال، وكان هذا الأمر يسبب لي أزمة نفسية كبيرة، خاصة أن أمه كانت تضغط علينا لإنجاب طفل. ورغم أنني ذهبت للعلاج وتأكدت من عدم وجود مشكلة صحية لدي أو لديه، إلا أن التوتر استمر.
في النهاية، بعد سنة ونصف من الزواج، وجدت نفسي أعود إلى بيت أهلي. لم أكن أرغب في ذلك، ولكنني شعرت بأنني لم أعد قادرة على تحمل المزيد. لم يسعَ للتحدث معي أو محاولة حل الخلاف، بل تركني هناك لثلاثة أشهر دون أي تواصل. لقد جربت كل الطرق للحفاظ على منزلي، ولكنني وصلت إلى نقطة شعرت فيها بالذل، وهذا شيء لم أستطع تحمله.
خلال فترة انفصالنا، بدأت أفكر في كل شيء حدث. كنت أعلم أنه طيب وخلوق وكريم، ولم أقصر معه في أي شيء. حتى أنني بعت ذهبي وأخذت مالاً من أهلي لمساعدته، ووالدي وجد له عملاً في بداية زواجنا. ولكن، رغم كل هذه التضحيات، لم أجد منه ما يكفي من الحب والاهتمام.
كان عمري 28 عامًا، وكنت أعلم أنني أستحق حياة أفضل. أردت أن أكون مع شخص يقدرني ويحبني بصدق، شخص يساندني ويقف بجانبي في الأوقات الصعبة. كنت بحاجة إلى إعادة التفكير في حياتي، وأن أقرر ما هو الأفضل لي.
قررت أن أبدأ من جديد. أدركت أن الحب وحده ليس كافيًا لبناء علاقة ناجحة، بل يجب أن يكون هناك احترام وتفاهم متبادل. قررت أن أعيش حياتي بشكل مختلف، أن أبحث عن سعادتي وأن أتخذ قرارات تكون في مصلحتي أولاً.
كانت هذه التجربة صعبة، ولكنها علمتني الكثير عن نفسي وعن الحياة. علمتني أن الحب الحقيقي هو الذي يجلب السعادة والراحة، وليس الذي يسبب الألم والمعاناة. علمتني أنني قوية بما يكفي لأتخذ القرارات الصحيحة لحياتي، وأنني أستحق الأفضل دائمًا.